مسرحية بقلم : عبده ولد حمود "ليس لها عنوان بعد"

المكان بجانب مبنى متواضع ، هو مكتب مصلحة الشؤون

الطلابية. البناية مغطاة من صفائح الحديد الرقيقة،وتوجد بها

أربعة إلي خمسة شبابيك صغيرة، مكتوب علي كل منها

رقمه وإسم الشعبة الخاصة به ،وعند كل شباك عامل يقدم

للطلاب إفادات التسجيل وكشوف الدرجات … وأمام كل

شباك يمتد طابور طويل من الطلاب والطالبات . والمظهر 

يوحي بأنها إحدي كليات الجامعة . 

يكشف الستار 

سيد أحمد : [وصل للتو مندهشا لتواجد الطلاب بكثرة في الطوابير] آه يإلهي ماهذا؟أنا جئت

مبكرا لأجد المكان الأول أو الثاني. والآن سأصبح في الخلف؟ غير معقول لن 

أقبل هذا [يتقدم ويصل إلي صديق له في الأمام عند الشباك 1 ويسر إليه بكلام 

فيقبل الصديق ويوقفه بجانبه ] 

أحمد :[يخاطب سيد أحمد] لماذا وقفت هناك ؟ أنت لم تكن هنا وصلت للتو، هيا الحق 

بالطابور . 

سيد أحمد : ياأخي أتركني هنا أنا شخص واحد ولا أضركم أحمد : كيف تسمح لنفسك أن تتجاهل كل هاؤلاء الطلاب ؟ وتعتبرهم كلا شيء؟ سيد أحمد: أنا لا أتجاهلهم ، ولكن لدي حصة الآن ومن الضروري أن أحضر لها ... 

أحمد : جميل عذر مقبول وكأنه لا أحد يدرس إلا أنت ، ولا طالب سيغيب عن حصة إلا انت، ممتاز .ممتاز 

سالم : [يتسلل إلي الأمام ويقف عند الشباك 2 فيجد زميله في الفصل ويبدآن في التحاور] أحمد : ياسالم أنت لست في الطابور إبتعد من هنا ، لا تغسد الطابور 

سالم :[ يخاطب محمد ] ما بك؟ أنا لست داخل الطابور، أنا أتحدث مع زميلي فقط 

محمد : أنت تعلم أنك تتودد إليه لكي تقف بجانبه ، اترك عنك هذه الخزعبلات . هكذا نحن الموريتانيين ...الوساطة والقرابة في كل شيء عندنا ، حتى وسط الجامعة.

سالم : أسمع لا تكثر الكلام [ يقف أمام زميله ] 

محمد : [يسرع ويقف أمام ٌسالم ٌ] لن تسبقني ؛ ولن أسمح لك بأن تكون أمامي 

سالم : لا يضرني هذا ... قف ، قف علي الرحب و السعة 

محمد : أعرف بأن هذا لا يضرك ، ولكنه يضر الطلا ب الذين جاءوا مبكرين . 

سالم : إذا هذا ليس من شأنك ...؟ 

عيشة : [ وقد أتت متأخرة ...تتقدم إلي الأمام ...وتسلم علي زميلاتها ...وتخاطب امباركة]

ما شاء الله الحضور كثير... هل تسمحي لي يا صديقتي أن أقف هنا ؟ امباركة : حتى أنتن ياطالبات ، تردن الإخلال بالنظام ؟ 

عيشة : لا ، هذا ليس اخلالا بالنظام ... ولكنني متسرعة وليس لدي الوقت ، لأنتظر حتى يمضي هؤلاء كلهم . 

امباركة : هذا ليس عذرا كلنا في عجلة من أمره . 

عيشة : [مقاطعة ] أسكتي عني أنت كثيرة الكلام ... سأذهب إلى صديقتي المخلصة لكي تلبي لي طلبي ... 

امباركة : أذهبي ... ذلك شأنك . 

عيشة : مرحبا يا صديقتي ٌميمونة ٌ ...هل تسمحي لي أن أقف بجانبك ؟ 

ميمونة : ولماذا تسألين ؟ تفضلي ... تفضلي . 

عيشة : شكرا ... شكرا ، الصديق عند الضيق . 

امياركة : [ تخاطب ميمونة ] مثلكن من الطالبات لا يهمهن سوى أنفسهن ولا يبالين 

بالنظام ... يا أخواتي كفى من الفساد فساد الإدارة. 

ميمونة : ما قلته صحيح ... وينبقى علينا نحن الطلاب أن نصلح أنفسنا أولا حتى نستطيع أن نصلح الأدارة . 

امباركة : حقا إنها إدارة تحتاج إلى الإصلاح .... [ يمضى وقت طويل ويسأم الطلاب من الإنتظار... ] 

بعض الطلاب جالس والبعض الآخر واقف ...

وكلهم ينتظرون ، انقضت حوالي أربعة إلي

خمسة ساعات دون أن تفتح الشبابيك 

أحمد : انقضت ساعات طويلة ، ونحن ننتظر هنا دون أن يأتينا أحد ...ما هذا ؟... ما هذا ؟ 

محمد : هكذا هذه الإدارة مماطلة تارة ، وأجهزتها معطلة تارة أخر ، ومشاكلها متعددة تارة ثالثة ... 

أحمد : أمعقول هذا ؟ 

المدير : [ يطل من الشباك 1 ويخاطب الطلاب] نعتذر أيها الطلاب لأن الأجهزة تعطلت ، ولم نتمكن من سحب أوراقكم منها ...إذهبوا إلى غد إن شاء الله [ يغلق الشباك ] 

أحمد : إن ما قلته صحيح يا محمد ، حقا إنها إدارة مماطلة ... 

محمد :اصبر ...اصبر ياصديقي ، هذا قليل مازال أمامك الكثير من المماطلات،

والعهود الكاذبة ، فأنا هذه سنتي الثالثة ،ومجرب لكل شيء 

أحمد : هل سيستأنفون العمل في هذا اليوم ؟ محمد : لا...لا...لن يستأنفوه ، فالمدير قال لنا أن نذهب ...هيا بنا [ ينصرفون كلهم...] يسدل الستار

يعود الطلاب في اليوم الموالي ، 

ويقفون أمام الشبابيك . ويحضر العمال

باكرا يكشف الستار

عبد الله : [ بعد أن يأخذ كشف درجاته، وينظر فيها ] ماهذا ؟ ،الكثير من نتائجي لم يضعوها لي ، ووضعوا مكانها صفريين ، غير معقول ... 

آمادوا : وأنا أيضا نفس المشكلة لدي ... ونتائجي الصحيحة ها هي بحوزتي [يخرجها من حقيبته ] 

سيد أحمد : [يخاطب ميمونة ] هل عندك مشكلة في كشف درجاتك ؟ 

ميمونة : نعم ... وبعد طول انتطار سلموا لي كشف درجات سداسي واحد ، وقالوا لي عودي غدا لتستلمي الآخر، واعتذروا بأن الساحبة الخاصة به قد تعطلت... 

سيد أحمد : أما أنا فمشكلتي أنهم لم يسجلوا إسمي في السداسي الثالث ، لأنني رحت ضحية لإرتباك وخلبطة حدثتا عند الإدارة ، فلم أعطى 

نتائجي الصحيحة ... 

عبد الله : [ بعد أن خرج المدير وتجمع حوله الطلاب ] أنطر أيها المدير ، لماذا لم تضعوا لي نتيجتي صحيحة ؟ 

المدير : [ يخاطب عبد الله ] وهل لديك دليل علي عدم صحة هذه النتائج التي ظهرت علي كشف درجاتك ؟ 

عبد الله : نعم ... لدي ورقة الإختبار وعليها نتيجتي الصحيحة ... 

المدير : إذا إإت بها الأسبوع القادم لننظر فيها ونصححها ... المشكلة ليست منا نحن ، المشكلة هي أن بعض الأساتذة لم يوصلوا النتيجة إلينا .... 

أحمد : [ يتدخل ويخاطب المدير ] ولكن ُعبد اللهًًًُ ليس وحده الذي لديه مشكلة؟ فاغلب هؤلاء الطلاب راحوا ضحية لأخطاء إدارتكم ... 

المدير : مهلا ...مهلا ياطلاب ، أنتم تعلمون أن الوسائل محدودة ، والخبراء قليلون ؛ فلدينا خبير واحد في مجال ضبط نتائجكم ... وبرنامج ل.م.د

معقد جدا ، فسامحونا ياطلاب سامحونا . 

آمادوا : أيها المدير نتيجتي الصحيحة هاهي عندي الآن ، لماذا لم تضعواها لي ؟ 

المدير : اتصل بأستاذك وناقش معه المسألة ،ثم آت إلينا ... 

آمادوا : ولكنه ليس من الأساتذة الرسميين ، بل كان لديه تعاقد مع الجامعة ،وأنتهى ذلك التعاقد وذهب ولا أدري إلي أين ذهب ....

المدير : حقا إنها مشكلة ... ولايمكن أن تحل ، إلا إذا وجدت أستاذك 

آمادو : والضحية إذا هو أنا...؟ [يتأسف . ويمضي وقت طويل ، في النقاش بين الطلاب والإدارة ، ثم ينتهى الوقت دون أية فائدة ، وتغلق الإدارة 

الشبابيك . فينصرف الكل ...] . 

يأتي الطلاب في اليوم الموالي

، ويقفون في الطوابير ، ثم يتاقش

بعضهم بغضا في الأخطاء الإدارية

التي حدثت لهم .... 

عيشة : [ تخاطب ميمونة ] أنت، قد إستلمت أوراقك بالأمس ، فلماذا أتيت اليوم؟ 

ميمونة : أتيت لأسحب كشف درجات السداسي الثاتي ، فهم لم يسلموه 

لي ، لكنهم وعدوني بإستلامه اليوم... 

عيشة : أحمدي الله على أنك حصلت على بعض أوراقك ، فأنا لم أستلم حتي الآن 

ولا إفادة التسجيل ... 

ميمونة : عجيب جدا....عجيب لكل طالب مشكلته الخاصة به مع مصلحة الشؤون

الطلابية ... 

عيشة : ما الحل إذا يا ٌميمونة ٌ ...؟ 

ميمونة : لا أدري والله ...لا أدري ... 

محمد : [ يتدخل ] آه سأخبركم أنا بشيء...

عيشة : ما هو يا ٌمحمد ٌ...؟

محمد : فلنطرح هذه المشاكل ، علي النقابات الطلابية ، عساهم أن يضغطوا على الإدارة ليجدوا حلا لها ... 

أحمد : [يتدخل] فكرة جميلة ، هيا بنا فلنذهب إلى الإتحاد الوطني لطلبة موريتانيا 

ونخبرهم بهذه الأخطاء الفظيعة ... [يمرٌ محمد الأمينُ من بينهم ] 

محمد : [ينادي ُمحمد الأمينُ ] تعلى.. إلى هنا أيها المناضل ... 

محمد الأمين : السلام عليكم يا طلاب...تفضلوا ما مشكلتكم ؟ 

محمد : أغلب هؤلاء الطلاب لديهم أخطاء كثيرة على كشوف الدرجات ، والإدارة قالت إنها أخطاء فنية فقط... 

محمد الأمين :اسمعوا إن الإتحاد الوطني لطلبة موريتانيا سيعمل جاهدا لمساعدتكم على حل تلك المشاكل وفي أسرع وقت ممكن إن شاء الله...

أحمد : وماذا علينا نحن أن نفعل ؟ 

محمد الأمين : أيكم لديه نتيجة لم توضع له ، ووضعت مكانها نتيجة أخري . فليأتينا بورقته الأصلية وكشف درجاته ، لنتكفل نحن بإيصالها للإدارة

والضغط عليها لتصحيح تلك الأخطاء... 

يفتح باب مكتب مصلحة الشؤون الطلابية 

ويخرج المدير فيتجمع حوله الطلاب 

ويشكون من كقرة الأخطاء 

المدير : أيها الطلاب نعتذر عن عدم سحب إفادات التسجيل وكشوف الدرجات، 

في هذا اليوم لأن خللا قد طرأ على الأجهزة ولم نتمكن من السحب ... 

سالم : أيها المدير لم نعد نقبل هذا ، أنتم دائما تكذبون علينا ،وتلعبون بعقولنا و تفسدون أوقاتنا في انتظار المجهول... 

المدير : ماذا قلت يا هذا ؟ أتتهمنا بالكذب [يغضب ، وينزع نظارتيه و يشير على سالم و طالبين بجانبه ] تعالوا أنتم الثلاثة إلى هنا [ يأتون ] ادخلوا في 

المكتب ريثما آتيكم [ يدخلون وينتظرونه، تمضى دقائق ... وبذهب كل الطلاب الآخرين] 

سالم : [بعد أن يدخل المدير] سامحنا أيها المدير ، هي زلة لسان فقط ... 

المدبر : لن أسامحكم ، سأكتب فيكم تقريرا ، لسوء معاملتكم مع المسؤولين مثلي

، وفي المرة الأخرى سأسلم لكم ملفاتكم...فهمتم؟ 

عامل الشباك 3 : [يخاطب المدير ]أرجوك أن تسامحهم ، لن يعيدوها مرة أخرى 

المدير : [ بصوت عال ] لا ...لا .أبدا لن أسامحهم ...هم لا يعرفونني 

لو كانوا يعرفونني لما قالوا لي هذا ...هيا أخرجوا عني من هنا بسرعة ...

سالم : [بعد أن خرج هو وزميلاه خائفين ] اسمعا ، سأخبر قريبا لي هو صديق للمدير بما جرى ، وأطلب منه أن يحدثه في أمرنا لكي يسامحنا ... 

الزميلان : لا حاجة لنا بأحد ... سنحل مشكلتنا بأنفسنا 

سالم : لن أخالفكما في هذا ... [تمضى ساعات وهم يفكرون في حل لمأزقهم 

فجأة يناديهم المدير ] 

المدير : أنتم تعالوا إلي هنا ... 

سالم : [بعد أن أتوا ] إننا نعتذر عن ما قلناه و نرجو ا منك أن تسامحنا...؟ 

المدير : سأسامحكم بشرط أن لا تعيدوها أبدا... 

سالم : لن نعيدها مرة أخرى ... [ويخرجون وقد عمهم الفرح ] 

النهاية 

بتاريخ : 30 /04 /2011 

الشخصيات الرئيسة 

سيد أحمد (طالب في السنة الثانية ) -

- أحمد( طالب في السنة الأولى) 

سالم (طالب في السنة الأولي ) -

محمد (طالب في السنة الثالثة) - - عيشة (طالبة في السنة الأول) -

ميمونة ( في السنة الثالثة ) -

- المدير (مدير مصلحة الشؤون الطلابية ) 

عبد الله (طالب في السنة الثانية ) -

آمادوا (طالب في السنة الثانية) -

- محمد الأمين (طالب في السنة الثالثة ومناضل في إحدى النقابات الطلابية) 

الشخصيات الثانوية 

- موظفون في مكتب الشؤون الطلابية 

طلاب وطالبات آخرون -

بعض المارة